بدأت الأضواء السياسية تخفت تدريجيا عن سمو الشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء الكويتي بعد دخول الشيخ ناصر الصباح الحكومة، ولعل السؤال الأكثر تداولا اليوم، هل انتهى دور المبارك سياسيا؟ هل الكويت تمر في مرحلة انتقال رئاسة الحكومة ومن ثم السلطة الى الشيخ ناصر؟
الشواهد والأحداث في الفترة الأخيرة، تؤكد أن الشيخ جابر ”ابتعد أو اسُتبعد“ عن الأجواء السياسية والنيابية، وهو ما ذكره صراحة النائب يوسف الفضالة في جلسة رسمية لمجلس الأمة بالقول ”من الواضح ان رئيس الوزراء في نهاية المطاف سلم الخيط والمخيط لدولة الرئيس (مرزوق الغانم)“.
التشكيل الحكومي
كذلك، {tweetme mode=link}المبارك لم يكن طرفا رئيسيا في تشكيل حكومته الأخيرة أو اختيار وزراءه[/inlinetweet]، ويقول النائب رياض العدساني عقب إعلان التشكيل ”رئيس الوزراء له بصمة قليلة في اختيار الوزراء .. الأكثر من اختار ونصب الوزراء رئيس مجلس الأمة والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء“.
وفي جلسة اليمين الدستورية للحكومة، لم تحظ كلمة الشيخ جابر المبارك بالاهتمام النيابي رغم ما جاء فيها من عبارات هجومية على النواب ودعوة منه لـ“تصويب العمل البرلماني“، فجرت العادة أن تكون كلمة الحكومة فرصة لشن هجوم نيابي عليها، إلا أن المجلس تجاوزها وكأن لم تكن.
أما انسحاب بعض النواب من ذات الجلسة، فتبين أنه موجه لرئيس الوزراء وحكومته السابقة، وليس المقصود به شخص النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح الذي التقاه مجموعة من النواب وأبلغوه بذلك رسميا، بحسب ما صرحوا به في بيان، وكرره النائب د. عادل الدمخي في مجلس الأمة.
حضور الجلسات
و{tweetme mode=link}لم يكمل المبارك جلسة أداء القسم اذ غادر بعد انتخاب اللجان البرلمانية[/inlinetweet]، واعتذر عن حضور الجلسة التكميلية في اليوم التالي رغم أهميتها سياسيا، والتي شهدت مناقشة استعدادات الحكومة لمواجهة الاخطار الخارجية والامنية والازمات ورؤية الحكومة لتعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية.
كما لم يدخل المبارك قاعة عبدالله السالم الاسبوع التالي من جلسة القسم في جلسة استكمل فيها النواب الرد على الخطاب الأميري رغم وجوده في المبنى، اذ استقبل سفير بروناي دار السلام في المكتب المخصص له في البرلمان ومن ثم غادره.
حتى {tweetme mode=link}خطوط الاتصال السياسي والنيابي، انتقلت من رئيس الوزراء الى نائبه الأول[/inlinetweet]، وهذا لم يكن بقرار منه، بل بعزوف الآخرين عن التواصل معه إذ رأوا مستقبل الحكم والحكومة في شخص ناصر الصباح وليس في سموه، وساهم في تشكل هذه القناعة تخليه عن دوره كرئيس للوزراء.
خطاب الوداع
{tweetme mode=link}لم يخطف الشيخ ناصر الصباح الأضواء من الشيخ جابر المبارك، فالأخير لم يعد مهتما في العمل السياسي[/inlinetweet] وشؤونه في الآونة الأخير – كما يبدو – مما أدى الى خلق فراغ في منصب رئاسة الحكومة يسعى أكثر من طرف للسيطرة عليه، كما ولد شعور بالأماني والتفاؤل لدى الكثير من العامة بأن يملىء هذا الفراغ الشيخ ناصر الصباح – بغض النظر عن امكانياته أو قدرته السياسية – كانطلاقة ومرحلة جديدة للدولة.
فهل كانت كلمة المبارك في جلسة القسم، خطاب الوداع؟
نسخة PDF: كلمة جابر المبارك في جلسة القسم: هل تلى خطاب الوداع؟
