دارك بولتكس للاستشارات السياسية > شؤون برلمانية > عالية الخالد و جنان محسن بوشهري .. على أعتاب قاعة عبدالله السالم
المرشحات د. جنان بوشهري وعالية الخالد وموضي المطيري

عالية الخالد و جنان محسن بوشهري .. على أعتاب قاعة عبدالله السالم

من المرجح جدا أن تشهد نتائج الانتخابات القادمة عودة المرأة الكويتية الى مقاعد مجلس الأمة بعد غيابها عنه في الفصل التشريعي الماضي عبر المرشحتان د. جنان محسن بوشهري وعالية الخالد.

وتبدو فرص السيدتان عالية الخالد المرشحة عن الدائرة الثانية، والدكتورة جنان محسن بوشهري المرشحة عن الدائرة الثالثة الأكثر توافرا للنجاح في الانتخابات الحالية، إذ وضعتهما استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات مستقلة مثل أنظمة صلاح الجاسم من ضمن المراكز العشر الأولى.

كما أن هناك توجها نسائيا واسعا في الدوائر الانتخابية بشكل عام لإعادة انتخاب المرأة بعد العزوف الذي أصابها في الفصول التشريعية السابقة، وذلك في مشهد مشابه لانتخابات عام ٢٠٠٩ حين تمكنت أربع سيدات من الوصول الى مقاعد المجلس، د. رولا دشتي، د. أسيل العوضي، د. سلوى الجسار ود. معصومة المبارك.

تخوض السيدة عالية الخالد الانتخابات الثانية لها بعد أن حققت نتائج متقدمة في انتخابات مجلس الأمة ٢٠٢٠، إذ حلت في المركز الثالث عشر، وترتفع فرص الخالد في الانتخابات الحالية لغياب كلا من السيد مرزوق الغانم، رياض العدساني، عمر الطبطبائي، اذ تمثل شريحتهم العائلية وعاءً كبيرا تستطيع من خلال الخالد استقطاب ناخبين وناخبات لحملتها الانتخابية، كما أن أداء النائب السابق بدر الحميدي لم يكن وفق تطلعات أبناء الدائرة.

أما السيدة د. جنان محسن بوشهري، فتعود إلى الواجهة السياسية بعد استقالتها التاريخية في مجلس الأمة، والتي لا تزال تذكر كلما أثيرت قضية فساد أحد أطرافها الشركات. حصلت بوشهري على تعاطف واسع لما تعرضت له خلال جلسة استجوابها، ويدعم هذا العامل بقوة التحول الكبير في مزاج الكتلة الشيعية من دعم نواب سابقين إلى اختيار وجوه جديدة. كما أن بوشهري تستقطب شريحة مؤثرة من أصوات الناخبين السنة، مما يضعها في موقع متقدم في سباق الانتخابات.

ومما يعزز من فرص الخالد وبوشهري في الوصول الى مقاعد عبدالله السالم، زحمة المرشحين السنة في الدائرة الثالثة وهو ما من شأنه يشتت الأصوات بينهم، وغياب مرشحة سنية ذات ثقل سياسي، علاوة على ذلك عودة السيد أحمد السعدون للترشح للانتخابات بعد مقاطعة لها استمرت ١٠ سنوات، يقابله في ذلك محدودية المرشحين الشيعة اذ أن المنافسة فعليا بين بوشهري والنائب السابق خليل أبل الذي يواجه مأزق انقسام تياره التحالف الإسلامي الوطني.

أما الدائرة الثانية فهي تعاكس “الثالثة”، من حيث شح المرشحين والمرشحات، الأمر الذي يجعل الخيارات محدودة أيضا، لا سيما للمرأة التي لن تجد أمامها في الدائرة سوى التصويت للخالد، والأسماء السياسية التي كانت تشعل انتخابات الدائرة الثانية ابتعدت عن الترشح.

من جهة أخرى، أخذت مرشحة الدائرة الرابعة موضي المطيري زخما إعلاميا كبيرا بعد ترشحها للانتخابات، فكان حديثها سياسيا ذو سقف رفيع، علاوة على هيئتها بارتداء النقاب، وترشحها في دائرة يغلب عليها التصويت القبلي. حظوظ المطيري ليست مرتفعة ولكنها كسرت حاجزا نفسيا مهما في الدائرة من شأنه أن يزيد من المرشحات في المستقبل.

وصول الخالد وبوشهري إلى قاعة عبدالله السالم يكون قاب قوسين أو أدنى، ولضمان نجاحهما فلا شك أن الدعم النسائي لهما مطلوب، ولعل هذه المرحلة لها حالة استثنائية خاصة لدى المرأة الكويتية حتى تتمكن من تثبيت مقاعدها في مجلس الأمة لأي انتخابات مقبلة، وتكون مقدمة أو إعادة بناء لشخصية المرأة الكويتية السياسية بعد العثرات التي تعرضت لها.