دارك بولتكس للاستشارات السياسية > شؤون حكومية > صراعات الشيوخ .. محركات لكشف شبهات الفساد
من اليمين: الشيخ ناصر المحمد والشيخ أحمد الفهد والشيخ جابر المبارك والشيخ خالد الجراح والشيخ ناصر الصباح

صراعات الشيوخ .. محركات لكشف شبهات الفساد

الحديث عن قضايا الفساد في الكويت أصبح مرتبط بشكل كبير بصراعات أبناء الأسرة الحاكمة، فما يُكشف في الأساس هو نتيجة معركة مندلعة لسبب ما وليس بالضرورة بنية إصلاح مرتقبة، فالحلفاء منهم بعد فترة من الزمن تتحول علاقتهم الى عداء شرس تسقط فيه كل الاعتبارات والمواثيق، وتبدأ مرحلة من تسريب الأسرار الى العلن، بعضها صحيح وبعضها الآخر مفبرك.

نهايات دراماتيكية

[inlinetweet]التحالفات أو العلاقات داخل الأسرة الحاكمة مع تغير مراكز القوى لا تستمر طويلا[/inlinetweet] دون أن تكون نهايتها دراماتيكية، ففي عهد رئيس مجلس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد الصباح وحليفه الشيخ أحمد الفهد الذي كان وزيرا في حكومته، تحولت العلاقة الى حرب ضروس بين الاثنين انتقلت من داخل الأسرة الى خارجها، وكشفت فيها أوراق عن تحويلات مالية خارجية وايداعات مليونية هزت أركان الدولة، وانتقلت تبعاتها الى المحاكم السويسرية والمنظمات الرياضية الدولية، فاستقال الأول من منصبه الحكومي، واستقال الثاني من مناصبه الرياضية العالمية.

ويتكرر السيناريو أيضا ما بين رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك وحليفه في بداية التسعينيات الشيخ ناصر صباح الأحمد، وما ان التقيا في آخر حكومة ترأسها المبارك حتى سقطا سويا على خلفية صندوق الجيش الكويتي والاختلاسات التي طالته، بعد أن قدم وزير الدفاع آنذاك الشيخ ناصر بلاغا ضد وزير الداخلية السابق الشيخ خالد الجراح، وتسربت وثيقة مخاطبا فيها المبارك عن علاقته في القضية. ويُذكر هنا سلسلة البيانات الرسمية التي صدرت من الشيوخ المبارك والصباح والجراح ضد بعضهما البعض.

انظر أيضا:

وزير الدفاع الكويتي يحيل مخالفات صندوق الجيش الى النيابة العامة

الجراح: مستعد للمثول أمام القضاء لكشف حقائق أخفاها النائب الأول

سمو الشيخ جابر المبارك يرفع كتابا بالاعتذار عن تعيينه رئيسا للوزراء

وحتى القضية المعروفة بـ “ضيافة الداخلية” المنظورة أمام القضاء حاليا، فهي تنتمي الى سلسلة صراعات الشيوخ وإن كانت بدرجة أقل ما بين الشيخ خالد الجراح ووزير الداخلية الأسبق الشيخ محمد الخالد والذي استبعد من القضية بقرار من محكمة الوزراء.

الصندوق الماليزي

ومؤخرا، أخذت قضية الصندوق السيادي الماليزي العالمية حيزا واسعا من الساحة المحلية بعد أن اتهم بالضلوع في بعض تعاملاته المالية الشيخ صباح جابر المبارك الصباح، وكان لافتا مشاركة الشيخ ناصر صباح الأحمد في حلقة نقاشية مغلقة بوجود السفيرة الأمريكية في الكويت لمناقشة تداعيات الصندوق الماليزي، وإشادته برئيس مجلس الوزراء الحالي الشيخ صباح الخالد بعد إحالة الملف الى النيابة العامة.

ورغم أن بعضها حفظ وبعضها الآخر رهن التحقيق أو منظور في القضاء، فقد [inlinetweet]شكلت الأحداث السابقة محطات رئيسية في تاريخ صراعات الأسرة الحاكمة، وأنهت مستقبل شخصيات[/inlinetweet] كانت على سلم الانتظار لمسند الإمارة، وتبعاتها لا تزال مستمرة من خلال ذات الأطراف أو عبر أدواتهم أو شخصيات محسوبة عليهم، تتصاعد حدة الخلافات وتتراجع، ولكنها في جميع الأحوال لا تنتهِ وتستمر في إثارة الشارع السياسي والشعبي بين الحين والآخر.

مؤسسة الحكم

يتفق الجميع أن [inlinetweet]أثر الخلافات بين الشيوخ له انعكاسات خطرة على مؤسسة الحكم واستقرار الأسرة[/inlinetweet]، بيد أن الصراعات بدأ يظهر لها وجه آخر إيجابي في مكافحة الفساد وكشفه، وبيان جذوره وأدواته، وبمعني آخر، أصبحت المعادلة مختلفة، فكلما زادت خلافات الأسرة كلما تكشفت قضايا شبهات فساد أكبر.

الوجه الإيجابي من صراعات الأسرة الحاكمة لم يخف الجانب السلبي منه المرتبط بالمجتمع الكويتي الذي لا يزال الكثير منه يعول على الشيوخ في مكافحة الفساد وليس المنظومة الدستورية وفروعها القانونية، [inlinetweet]فلا تزال عملية الاصطفاف حول الشيوخ تمثل سلوكا شائعا، وهو ما يضعف الانتماء للدولة المدنية[/inlinetweet] ويرسخ دولة المشيخة.

رأس جبل الجليد

قد لا تنتهِ كل تلك البلاغات الى ادانات نهائية بحق الشيوخ، ولا يستعبد براءة بعضهم، ولكنها في الواقع كشفت عن رأس جبل الجليد في المعاملات المالية بين أفراد الأسرة الحاكمة من مسؤولين وقياديين، ومدى الاستفادة من مناصبهم وبعدهم الاجتماعي بشكل أو بآخر لتحقيق أرباح خيالية بشتى الطرق، فماذا يخبئ القاع المجهول بالنسبة للعامة والمعروف لمن هم في الأسرة؟

نسخة PDF: صراعات الشيوخ .. محركات لكشف شبهات الفساد